اهتم العالم أجمع بالمرأة .....
وحقوق المرأة ........
وكيفية استرداد حقوقها المسلوبة ......
وأنشئت المنظمات والجمعيات الحقوقية النسائية ....
وعقدت المؤتمرات العالمية والمحلية ،الثقافية ، والدينية للمطالبة بحقوق المرأة ....
الجميع طالب الرجل بحقوق المرأة .....
الجميع مد للمرأة يد العون و المساعدة ....
الجميع وصف الرجلــ هكذاعلى الاطلاقــ بأنه (ظالم،مستبد،متسلط) .
الجميع تعامل مع الرجل على أنه ( العدو اللدود للمرأة ) .....
وفى خضم كل ذلك،نسى الجميع أهم شئ ........
ألا وهو أن الرجل ( إنسان ) ....
وكل إنسان منَّا يُولدعلى الفطرة ،وأبواه إما أن يربياه بقيم الحق والعدل وإماأن يربياه بقيم الجور و الظلم .....
وصدق الله العظيم حين قال فى كتابه الكريم : " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاتَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْع و الأَبْصَار و الأفئدة لعلكم تشكرون " (78) سورةالنحل
فلاأعتقد أبداً أن الرجل يولد وفى دمه جينات (الظلم ) أو (الاستبداد) أو (الغرور) أو (الأنانية) ، فكل تلك السلبيات والنواقص تُكتسب من الأسرة والمجتمع .
سيتساءل البعض : كيف أن الرجل مظلوم وهوالذى ظلم المرأة وسلب حقوقهاعلى مرالزمان ؟؟؟؟ !!!!!!!!
سأردعليكم بسؤال غفلنا أو نتغافل عنه كثيرا : كيف يتربى الرجل فى مجتمعنا؟؟؟؟؟؟؟؟
ألسنا نُعَلِّمه دائما " أن الذكر هو الأفضل على الإطلاق ، و أن الأنثى هى الأسوأ على الإطلاق ، و هذا فى حد ذاته فكر مظلم نغرسه فيه على مدى سنوات عمره ، لذا فهو يكبر و يشب على هذا الفكر و يتعامل مع أى امرأة على أساسه ..
فالظلم ليس فقط اغتصاب حقوق ، وإنما من الظلم أن نربى أبنائنا ( ذكورا كانوا أو إناثا ) بفكرٍمظلمٍ أو بفكرٍفاسدٍ ، ثم بعد ذلك نحاسبهم على تصرفاتهم وأفعالهم المبنية على ما غرسناه فيهم من قيم فاسدة أو أفكار مظلمةٍ .
فالرجل فى النهاية " انسان " .......
ويعلمنا مجدد الفكر الإسلامى الإمام محمدعبده رحمه الله تعالى أن " الانسان لا يكون انسانا حقيقيا إلا بالتربية و ليست هى الا عبارة عن اتباع الأصول والأحكام والتعاليم التى جاء بها الأنبياء و المرسلون ، وهى عبارة عن السعادة الحقيقية تعلم الانسان أن يحب نفسه ( أى يتقبل ذاته) لأجل أن يحب غيره ، ويحب غيره لأجل أن يحب نفسه ، فإذا تربى الانسان ( التربيةالحقيقية ) أحس فى نفسه أنه سعيد بوجود الآخر معه ، ولكن نحن فى وسط لا يحس فيه أحدنا إلا أنه شقىٌ بوجود غيره " .
و إذا تفكرنا قليلا سنجد أن الانسان إذا تربى فى بيئة تتسم برقى العقل و الفكر و تعرف الحق وتطبقه فى أقوالها و أفعالها و تقيم العدل ، ويتعامل أفرادها فيما بينهم بالرفق و اللين ، ورأيهم شورى بينهم ، ويتعاملون فيما بينهم بقيم الايثار و التواضع والتعاون واحترام آراء الآخرين ، فلا شك فى أنه سيصبح إنسانا صالحا يقيم العدل مع كل الناس .
والقاعدة تقررأن " من شب على شئٍ شاب عليه " .
وكلمة الحق يجب أن تقال : ـــ
فقد رأيت نساءاً (حوامل ) كثيرات،إذا بُشِّرَت إحداهن بأن الجنين ( أنثى ) إسودّ وجهها حزناً و إعتراضا على نوع الجنين ،أمَّا إذا بشرها الطبيبب أن الجنين (ذكر)ً تهللت أساريرها فرحا و ابتهاجا و كأنها حصلت على كنز من كنوز قارون على الرغم من أنها تعلم أنه لا فرق بين الذكر والأنثى عند الله عز و جل .
ورأيت نساءاً (حموات ) يميزن فى المعاملة بين زوجات أبنائهن ، فإذا كانت زوجة ابنها تنجب ( البنين ) تعاملها خير معاملة و تفخر بها و (بأنها هى التى اختارتها لابنها ، حتى لو كانت من اختيار ابنها ) .
أما إذا كانت زوجة ابنها تنجب ( البنات ) فهذه أقل من تلك بكثير، وتُعامل على أنها المسئولة عن ( نوع الجنين) ، لذا تبدأ ( الحماة ) فى البحث عن زوجة أخرى تنجب لابنها الذكور...
و رأيت أمهات يميزن فى المعاملة بين أبنائهن" الذكور و الإناث" ، يفضلن الذكورعلى الإناث فى كل شئ ليس لشئ إلا لأنهم ( ذكور) ...
ووصل الظلم إلى قمته عندما أغرقن أولادهن البنين فى ظلمات الجهل حتى وصل بهم الأمر إلى أنهم يفتخرون بأنهم وُلِدوا ذكورا لا إناثا ، فترى الشاب يقول فى جهل وبكل فخر " يكفينى فخراً أنّى مكتوب فى الشهادة (ذكر) " .
ورأيت نساءا يبتهجن عندما يعلو صوت أزواجهن عليهن ، أو عندما يعلو صوت أولادهن الذكور عليهن أو على أخواتهم الفتيات .
تلك النماذج من النساء ظلمن أنفسهن بأنفسهن ، وظلمن نساءا غيرهن ، بل وظلمن الرجل ظلما كبيرا بفكرهن المظلم ، و ما أكثرهن فى مجتمعنا للأسف .
فالعقل والمنطق يقرران أنه :
قبل أن نحاسب الرجل على الظلم ، يجب عليـنا أولا أن نغـرس فـيه قـيم الحق والعدل .
وقبل أن نحاسبه على الغرور ، يجب علينا أولا أن نغرس فيه خُلُق التواضع .
وقبل أن نحاسبه على الأنانية ، يجب علينا أولا أن نغرس فيه خُلُق الايثار .
وقبل أن نحاسبه على الاستبداد بالرأى ، يجب علينا أولاً أن نعلمه احترام آراء الآخرين وأن الامر شورى ...
فالعبـــرة بالنشـــأة و التـــربية .
وختاماً .....أود أن أقول أنه ينبغى علينا أن نتعامل مع الرجل " كإنسان" وليس (شيطاناً لعيناً ) كما يفعل البعض ، فينبغى علينا أن نبذل قصارى جهودنا فى إصلاح ( فكرالتربية ) فى مجتمعنا خاصةً فى الأحياءالشعبية والقرى والنجوع ، فاللوم الدائم للرجل لن يجدى شيئاً و لن يأتى بأى ثمار ، طالما أنه بلا حلٍ جذرىّ .
هذه وجهة نظرى ،
فيسعدنى أن أتعرف على آرائكم ....
مع خالص تحياتى لكم
" أسماء عزت "
فيسعدنى أن أتعرف على آرائكم ....
مع خالص تحياتى لكم
" أسماء عزت "
0 التعليقات:
إرسال تعليق