مشروع تجديد علوم الدين في القرن الواحد و العشرين
غربة الإسلام و حكمه الأول
بدأ الإسلام غريبا فردا غير حاكم إلا على نفسه يقول في العالمين يا عباد الله أسلموا لربكم الخالق الحاكم فأحبوه و وقروه وأجلوه و أعبدوه حتى سمع الناس له و أتبعوه و صار الحكم له و صار الحاكم على جميع الخلق و الخلائق باسم الله الخالق البارئ
حرب دروس و لكن الله سلم
فتحت البلاد و دخلت العباد في الإسلام أفواجا فجاءوا بكل غريب من العلوم والفلسفات و ترجم المسلمين كل علم وقع تحت أيديهم حتى تجمع لديهم علم الحضارات كلها بين أيديهم و كان أخطر كل تلك العلوم و أمهم وأصلهم وملكتهم هي الفلسفة تلك الأميرة الإغريقية التي عاشت في ملك اليونان في القدم ونشرت أولادها شرقا و غربا واليوم هي في أسر الإسلام سبيه و ظنت الفلسفة بالإسلام السوء لكنه أكرمها و لو كان قتلها يومها ما كان سيعود لها ذكرى ليوم البعث فقد تركها أولادها وهربوا وتفرقوا شيعا فعاملها الإسلام خير ما يعامل أسيرته فألبسها الحلل وعاشت في اللين والطيب وظلال الشجر ولما طاب لها العيش وعاد لها حسنها بعثت تستأذن الإسلام تطلب أولادها الذين عثر عليهم علماء المسلمين من تراجم العلوم فأذن لها الإسلام فجاءوها بملبس عربي لكن بذات خلقتهم و أصلهم فعرفتهم واجتمعت بهم وأجتهد أبنائها بين المسلمين وعلومهم حتى وصلوا لأرقي مكان بين العلوم و تزاوجت علومها مع علوم المسلمين فأخرجت أجيال لهم من الفلسفة أصل الأمومة ومن الإسلام أصل الأبوة ومن أحفاد الفلسفة وأشهرهم من هذا التلاحم كان علم الكلام والذي أنجب ثلاث أولاد هم المعتزل والأشعري والماتريدي ونجح المعتزل في الوصول لبلاط الحكم وعرض على الإسلام أن يتزوج بأم علوم الغرب الفلسفة وظل يعرض عليه محاسنها ويزينها له حتى كادت أن تحدث الكارثة في فتنة خلق القرآن
جبل العقيده الأعظم الإمام أحمد بن حنبل
جمع الإسلام علومه الأصيلة جميعا فقال ما رأيكم في زواجي بأم العلوم الغربية؟ وجاء السيف الغاشم بيد الحاكم الظالم ليمنع العلوم من النطق بالحق ليظن الإسلام أن هذا هو الصواب فصمتت العلوم جميعا وأولادهم إلا حنبل وهو أحد أولاد علم الحديث نطق وقال لا يكون هذا لمولاي فأنت الإسلام أصل لنا جميعا ولا يحل لك أن تتزوج بعد أمنا إيمان والفلسفة أما للعلوم الغربية فأن تزوجتها فسيصبح الأمر عصبيه وطبقية ويخرج من تلك الزيجة علوما تكون علوم ملكيه وقد تركك رسول الله بلا زواج بغيرك إلا بأمنا إيمان لتكون بها أصيلا متفردا أبا للجميع بدون نسب فمن أسلم وأمن صار منكما بمنزلة الابن و صرتما له بمنزلة الأب والأم وذلك حتى لا يستأثر أحد بأبوتك ولا يحكم بصلته منك فيقول أنا اليقين والحق وما أقول أنا حق ويقين فيصبح هو الرب والسيد ويحل سيدي محلك فقد تركك رسول الله للجميع لتبقي الجميع مسلمين لربهم وموحدين لإلهم ومؤمنين برسلهم فلا يستأثر أحد بك فيحكم باسمك ويتشبه برسمك وها نحن سيدي علومك وتلاميذك أتيناك وتعلمنا منك وأحطناك مدافعين عنك وخدمناك وعشنا معك في ظل حكمك وسيادتك كنا المخلصين الأوفياء أتستبدلنا سيدي بأولاد تلك الغربية وهموا وهي كانوا بالأمس مع العدو عليك وعلينا فأصر حامل السوط الحاكم الظالم على رأيه فتحمل حنبل أبن علم الحديث العذاب ألوانا و صبر و ثبت ثبات الجبال الرواسي فعاش حميدا ومات شهيد ثباته فرفع الله له لواء علوم الإسلام على علوم تلك الغربية حتى صرف الإسلام رأيه عن الزواج بأم العلوم الغربية
الغزالي فارس الإسلام الأعظم
لم تيأس الفلسفة ولا علومها فقد زاد نسلها وانتشرت علومها ودعاتها وأصبحوا على علوم الإسلام متجرئين وظاهرين وصار الأمر جبرا وقهرا لعلوم الإسلام حتى بدت النية أن القتل والهلاك لعلوم الإسلام بات قريب والوعيد يتصاعد وصار شديد فكل علم له منها أصل صار لأمه متعصبا وترك حكم الإسلام جزئيا أو كليا فجاء الغزالي وهو ولد من أولاد الصوفي تزوج من بنت من بنات الأشعري فجاء وحدة بجيش جرار مما ألف وكتب مبارزا لكل تلك العلوم الغريبة وذلك لأنها خرجت عن طاعة الإسلام دين خالق الأنام فجعل في جيشه بالميمنة كتبه عن الفلسفة و جعل قائدهم تهافت الفلسفة و في الميسرة جعل كتبه عن الزهد و الرقائق و جعل قائدهم كتاب الزهد و في القلب جعل كتبه عن الدين عامه والفقه خاصة وجعل قائد الجيش وقلبه كتاب أحياء علوم الدين فأنتصر جيشه انتصار باهر فكانت كموقعة بدر العلوم الإسلامية فعلى رغم قلة عدد جيشه لكنه كان باهرا في نصره فقتل الكافر من تلك العلوم و أبقى الصالح منها و ما كان دون الكفر نقده حتى طهره من مفاسده ودمجه بين علوم المسلمين وأعاد لعلوم الإسلام حياتها فنجاها من هلاكها و جاء الإسلام محتفيا بالنصر وجمع العلوم كلها حوله وأخذ بيد حنبل عن يمينه والغزالي عن يساره و قال نصرني الله بكما و أحيا علومي من الموت علي يديكما فأنت يا حنبل بثباتك لم يختلط نسبي بنسب تلك الغربية ولولاك لضاع علوم الدين أبدا و لولاك يا غزالي يا ابن الصوفي والأشعريه لهلكت علومي الإسلامية فقد قهرت قوتهم و قتلت كافرهم و أبقيت صالحهم ونقدت مختلطهم فطوبى لكما فقد أحييتما علومي ولولاكما لهلكت كل علومي الإسلامية
عادت للفلسفة دولتها
ظلت أبناء الفلسفة يروجوا لحكم أمهم لدى أرض الغرب بعد نقل العلوم للغرب في تراجم المسلمين و مدارسهم وشرحهم للغرب فقد أعادوا لهم تراثهم القديم الضائع ولم يبخلوا فزادوهم بما أحدثوه بعدهم من علوم جديدة فظل الغرب يدعوا الأم للعودة للديار لتوحدهم عليها و تلد لهم علومهم الجديدة حتى قدمت عليهم الأم في بحر من الفرح عم الغرب كله وقد علموا أن الأم جاءت لتخرجهم من الوحل للسماء و قالوا يا أمنا العلية من تختاري زوجا وأبا لعلومك الفتيه قالت لقد عرفت أن المسلمين ابتكروا المنهج التجريبي فقالوا نعم قالت هو زوجي وأباكم الجديد ومنه سألد لكم كل جديد فتزوجت الفلسفة من المنهج التجريبي فأخرجت علوم جديدة حكمت بهم بلاد الغرب فنحت المسيحية عن الملك في بلاد الغرب ثم أقامت دولتها هي والمنهج التجريبي ثم أخذت دولتهما في صولتها وجولتها على بلاد الإسلام فأفتتن أغلب العلوم عن حكم الإسلام لحكم الفلسفة ودولتها فأطاعوها وصاروا للفلسفة محكمين وعلى دينها علمانيين
عادت غربة الإسلام و وحدته
عاد للإسلام غربته وحيدا في أرض عزته فصار وحده بعد أن أشيع بين العلوم موته إلا علومه الأصيلة وهم نفرا قالوا موتوا على ما مات عليه إسلامكم فلما ألفوه حيا أحاطوه بأرواحهم و فدوه بدمائهم ونصروه على أعدائهم وقادهم الإسلام في مسيرته حتى عاد للناس عزته يقول أنا الإسلام لا كذب أرى النصر يقترب
عاد حكم الإسلام
تولى الإسلام الحكم مجددا في عصر من العصور ومكان من الأماكن فبدئت دولته من جديد بعزته و منعته و أبوته
جاء الإسلام في قصر الحكم متوجا ملكا على الجميع حاكما فسأله الأتباع عن حكومته فقال ائتوني بالعلوم كلها شرقها و غربها قديمها و حديثها
فأتت العلوم على وجل تتقدمهم أمهم الفلسفة وقالت يا دين رب البلاد والعباد الحاكم حكمناك في أمرنا فأحكم فقال الإسلام أسلموا تسلموا فقال الجمع أسلمنا فقال الإسلام لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم قالوا ماذا علينا أن نفعل لنكون مسلمين؟ قال هؤلاء علومي التي تبين لكم ما عليكم وما لكم وأشار لأقربهم إليه هذا علم القرآن يبين لكم كتاب ربكم معناه وتفسيره وتأويله وأسباب نزوله فتقدم علم القرآن واصطفت باقي علوم الإسلام بجوار علم القرآن ليعرضها الإسلام على العلوم الأخرى وهذا علم الحديث يبين لكم حديث نبيكم صحيحة وحسنه وضعيفة وهذا علم أصول الدين يعلمكم عقائد دينكم وهذا علم القلوب يعلمكم كيف توحدوا الله في قلوبكم وهذا علم أصول الفقه والفقه يبين لكم حكم الإسلام ومنهجه و مقاصده وقواعده
قالت أمهم يا مولاي هل أنا من عامة العلوم أم خاصتها قال الإسلام بل أنت أم العلوم الغربية ولك كرامتك وقدرك فخيار العلوم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا فاختاري من علومي زوجك لتلدي علوم الإسلام الفتية لتربطي نسلك القديم بنسل علومي فتجمعي بين الحضارتين لنكون حضارة جامعه قالت لقد علمت أنك لا يحل لك أن تتزوج مني ولا من غيري فأنت أبا للجميع محرم على الجميع قال هذا صحيح قالت لو كان هذا فأسألك السماع لي في أمر زواجي مع احترامي لكل علومك سيدي فأنها كثيرة وزواجي من واحد منهم سيقصر عن المطلوب ولو تزوجتها جميعا فستتشتت العلوم جميعا على فرق الأبوة فيتحدوا علي و يتفرقوا في علومك وتصبح العلوم قبائل وشيع في إسلامها قال الإسلام الحاكم وما الحل ؟ و قد علمتي أنه لا زواج لي فقد حرم علي الزواج بغير إيمان أم جميع المؤمنين و أنا زوجها أبا لجميع المسلمين
قالت أم العلوم الغربية الرأي هو علم جديد يكون نسيبا وسيطا بين علومك الشرعية فيجمع في نسبه كافه علومك ويجمع في صفاته كل صفات علومك ليخرج العلوم الأخرى مؤصلة بنسبك سيدي فيكون اختصارا لمنهج العلوم الإسلامية جميعا وأباهم الجديد فيكون علم يحوي العقائد والمناهج والمقاصد والقواعد التي تحكم العلوم عمومها و خصوصها
قال الإسلام الحاكم وما تقترحي أسمه ورسمه قالت الفلسفة أرى سيدي أن يكون أسمه علم أصول العلم الإسلامي وليكن رسمه معياري منهجي تقعيدي فمعياري أي يكون معيار العلوم فبه يعرف العلم الإسلامي من غيره ومنهجي أي يكون مبينا المنهج الذي يصل به العالم للعلم الإسلامي ويكون تقعيدي أي يكون مبينا القواعد التي تسري على كل العلوم عامة والقواعد التي تسري على كل علم خاصة ومبينا مقاصدها التي تجتمع عليها لتكون قواعدها أن لم تجد لها قواعد تحكمها
قال الإسلام الحاكم لعلومه الشرعية الخاصة اجتمعوا وأخرجوا من أولادكم زوجها وموعدنا غدا في ذات ساعتنا الليلة و ذات مكاننا
الغد و العلم الجديد
في الموعد جاءت العلوم مجتمعه في مجلس الإسلام الحاكم و قال الإسلام الحاكم ها هو طلبك يا أم العلوم الغربية علم أصول العلم الإسلامي فتقدم علم أصول العلم الإسلامي وقال السلام عليكم أخواني فردت العلوم عليه السلام وقال الإسلام الآن أعلنكما زوجا وزوجه فقد طال انتظار الناس ومن اليوم صارت أم العلوم الغربية أسمها أم العلوم جميعا غربها و شرقها إسلامها وإلحادها فهي حواء العلوم
زواج ميمون
تزوج علم الأصول بأم العلوم ولما حدث الحمل واقتربت الولادة قال علم الأصول علينا أن نرتب دورنا في أسرة العلم الأولى فهي أساس مجتمع العلم الإنساني فأنت سيدتي من تلدي و ترعي العلم حتى يشب ويكبر وأنا أربيه وأعلمه الصحيح في الإسلام من الخطأ عقيدة ومقصدا ومنهجا ومبدأ قالت أم العلوم علمني أذن يا زوجي الحبيب كيف تريدنا أن نربي أبنائنا ليكونوا بداية علوم الإسلام ويكونوا الجامعين بين علوم الإسلام وأولادي من العلوم الغربية قال علم الأصول بداية عليك يا زوجتي الحبيبة أن تربي العلوم بأن تحيطيها كلها بعمومية فكرتك وبعلو نظرتك وعلمك بكافة احتياجاتها فتربطي بينهم جميعا ليتكاملوا ويتحدوا على توحيد ربهم وصالح الخلق وأعمار الأرض والرحمة العامة بالناس أجمعين وأرى أنني بحاجة لخمسة أولاد منك لأقود بهم العلوم جميعا وسميهم ظنون عن الحاكم والحكم و الحكمة والمحكوم والمحكم واجعلي نفسك نهاية العلوم وغايتها لتكتمل عندك دائرتها وعلينا أن نؤسس للعلوم مدينة العلم كما أسس الحكمة لأبنائه مدينتهم
فقالت أم العلوم ومن الحكمة هذا ؟ و كيف أسس لأبنائه مدينتهم ؟
قال كان الحكمة أبا عظيما حكيما وطء أرض جديدة فأختار أرض كبيرة شاسعة و أختار حدودها حد من جانبه النهر وحد من جانبه الصحراء الممتدة بغير بشر وحد من جانبه الطريق وحد من جانبه الجبل ثم سور الأرض و بني أربع بيوت في جوانبها الأربع وبنى مسجد في منتصفها وجعل بين كل بيت والمسجد طريق عام وفرع منه طرق دائرية تقطع الطرق الأربع بحيث تتصل جميعا ببعضها البعض فيمكنك الانتقال من أي طريق لطريق أخر و يمكنك من أي طريق الوصول للمسجد ومنتصف المدينة أو الانتقال لأي مكان فيها ثم تزوج من أربع نساء من أربع قبائل هم أعظم القبائل وجعل كل منهن في بيت و لما أنجبن جعل كل أمرآه ترضع أولاد باقي نسائه الأخريات ثم بدأ بالزراعة من جانب لنهر فلما زاد أولاده توسع لتربية الماشية وجعل خليطا من أولاده من النساء الأربع ليعملوا جميعا في الزراعة و التربية فلم يخص أولاد أي منهن بشيء دون الآخرين ليشتركوا جميعا في كل شيء ثم توسع للتجارة و أخذ أيضا من أولاده من النساء الأربع خليطا ليعملوا معا في التجارة ثم توسع للصناعة و أخذ أيضا خليطا من أولاده من النساء الأربع ليعلموا في الصناعة وجعل الزراعة تخدم تربيه الماشية في جانب منها و جعل التربية تخدم الزراعة بسمادها الحيواني وجهد البهائم في الحرث وأخذ من ثمار الأرض أنتاج الماشية ما كان أساس للتجارة ثم بدأ يصنع من زرعه و أنتاج ماشيته ليتقدم في تجارته و في نهاية كل عام كان قبل أن يقسم الربح ينظر إلى الضرورات فكانوا إذا افتقروا أكتفوا بما لديهم وقسموه بينهم بالسوية فلم يجع أحدهم و لم يعدم ضرورياته فواسوا جائعهم وداووا مريضهم وكفوا محتاجهم وذلك قبل أي توزيع لربح ثم أن اكتفوا الضروريات قسم الربح لأربع أرباع ربع يقسم بينهم عامة بالسوية وربع يوزع على أصحاب كل نشاط والعاملين به وذلك حسب درجة اجتهادهم في العمل وربع يكون استثمار في شيء جديد وربع يكون ادخار واحتياط لأي طارئ فأن أتى العام التالي و لم ينفق منه يحول للاستثمار
دور أم العلوم
قالت أم العلوم ما أحكم هذا الرجل قال الأصول وهذا دورك يا أم العلوم الذي عليك أن تقومي به لتوحديهم فيجب عليك أن تربطيها وتجمعيها وتجعلي مصلحتها جميعا واحدة وعملهم جميعا متكامل يخدم بعضه بعضا وتفتحي لهم أبواب التقدم زمانا ومكانا فأنتي الأعلى نظرة والأكثر حرية واجعلي تقسيم العلم ليقين الحكمة ولعلم الحكمة ولظن الحكمة واجعلي اليقين منطق وأساس والعلم بناء والظن توسع ونماء ولا تقدمي العلم على اليقين ولا تقدمي الظن على العلم وأجعلي التدرج من اليقين للسبب للعلل للقاعدة للنظرية للحكمة الكلية
الأولاد الخمسة قادة العلوم الإسلامية و الغربية
بعد مدة من الزمان جاءت أم العلوم و قالت يا زوجي علم الأصول قد جئتك بأولادنا الخمس قادة المستقبل لتراهم و ترى تربيتي فيهم قال علم الأصول أعرضيهم علي
قالت أم العلوم بداية لدي مفاجأة
قال و ما هي يا زوجتي الحبيبة
قالت لقد غيرت أسمي لظن الحكمة
فسألها علم الأصول لماذا غيرت أسمك ؟
قالت ليكون واضحا الفارق بيني و بين يقين الحكمة و علمها و أن مجالي لا يكون فيما يتصل بعلم ولا عقيدة بل فكر و ابتكار بخيال مبدع
قال علم الأصول أحسنت يا أم العلوم أو يا ظن العلوم جميعا
تجديد علوم الدين في القرن الواحد و العشرين
لقد سميت أولادنا الخمسة كما أردت أنت في تسميتهم وقسمت الوظائف عليهم في تجديد علوم الدين في القرن الواحد والعشرين ليجمعوا بين الحضارات الغربية والشرقية والقديمة والحديثة في حضارة جامعه مانعة وهم هؤلاء أمامك تقدم خمسه بجوار بعضهم صفا فقالت أم العلوم هذا أولهم وهو ظنون عن الحاكم وسأترك كل واحد يعرفك بنفسه وغايته ومواضيعه
ظنون عن الحاكم فارس العقيدة
تقدم ظنون عن الحاكم وقال أنا سيدي أبحث في ظنون عن ذات الحاكم سبحانه رب العزة جل جلاله
قال الأصول و لماذا تفعل ؟
قال أن علم الكلام جاء ليرد على الملحدين والفلاسفة المنكرين لوجود الله فجاء علماء الكلام بفكر ومنطق يردوا به كيدهم عن العقيدة وهذا نهجي نهج علم الكلام وهو الرد على الشبهات حول وجود الله فأثبت إيمان من أمن وأبث اليقين في نفس من لم يؤمن وأرد كيد الملحدين والشيطان اللعين وأبين تصور ظني عن الحاكم الذي هو محور كل العلوم فيقين علمنا بالحاكم من القرآن والحديث ويكون تفسيرا دون التأويل وعلمنا به هو دون ذلك من التأويل والتدبر بمنهج العلم وأصوله والظن هو تفكر وإبداع ولا يتقدم العلم على اليقين ولا يتقدم الظن على العلم فأن الظن لا يغني عن الحق شيئا
قال الأصول أحسنت يا بني بارك الله فيك ورحمك مما ستلاقي من عدوك وأصحابك ولعل عدوك لن يقابلك بمثل ما سيقابلك به أصحابك ولكن تذكر أنت لست العقيدة فلا تغرنك قوتك و بأسك في الدفاع عن العقيدة فتجلس أنت على عرشها وتحكم باسمها فما أنت إلا مدافع منافح عنها ثم تراجع ظنون عن الحاكم وقدمت أم العلوم أخر
ظنون عن الحكم مؤسس لحكم الحاكم
قالت أم العلوم و هذا ظنون عن الحكم فتقدم ظنون عن الحكم وقال أما أنا سيدي فأني أبين حكم الله بصورة كليه وحكم الله لا يخرج عن حكمين أما حكم جبلي أو حكم شرعي فأما الجبلي فأبين فيه خلاصة العلوم الطبيعية ما خلصت إليه علميا بصورة مبسطه وكليه لتوضح الصورة الكلية لكل العلوم الطبيعية
قال الأصول وتسمي تلك فلسفة الفلسفة بني ظنون
قال ظنون عن الحكم هنا سيدي أتكلم عن حكم الله الجبلي والذي قضاه على سنن ثابتة وما خلص إليه علوم الطبيعة قريبه من اليقين لذلك كان فلسفتها هي أظهار نظرة كليه لها بأيقن ما خلصت إليه لا بتشتيتها بالظنون وكما أن الظنون سيكون دور أخي ظنون عن المحكوم أما أنا هنا فأحاول أن أخرج نظرة كليه تفسر حكم الله الجبلي ليتمكن العالم المسلم من معرفه النظرة الكلية على حقائق الطبيعة بدون أن يكون في حاجة لدراسة كل تلك العلوم وحرصت فيها على أن أراعي البساطة والتوضيح و الارتباط بأيقن ما وصل إليه العلم لتكون ثقافة عامه كليه لكل العلماء في مختلف العلوم ونظرة كليه يتسلح بها العالم و المفكر الإسلامي عن الكون الذي فيه نعيش ليكون عالم بحكم الله الجبلي في نظرة كليه
قال الأصول أحسنت و ماذا عن الحكم الشرعي هل جمعة كل ما أجمع عليه الفقهاء من أحكام ؟ أم وضعت المبادئ ألعامه له ؟ أم تحدثت عن أصول الفقه وطرق استخلاص الحكم ؟
قال لا يا سيدي لم أفعل شيئا من كل هذا
نظر الأصول مستغربا وماذا صنعت قال نظرت سيدي في ما يعالج الحكم الشرعي فوجدته يحكم عقود أساسية في أي حكم له و هي العقد الديني والفكري والاجتماعي والاقتصادي والإداري والسياسي والجنائي والفردي ولا يخرج عنهم ولما تتبعت أحكام الفقهاء وجدتها كثيرة ولا حصر لها ووجدت أن الغرب تفوق اليوم علينا بفقه القانون وبحثت في علل هذا التفوق فوجدت أنهم وصلوا في دراستهم لمرحلة التنظير والفلسفة فأسسوا قانونهم وفقههم على نظرية عامه وفلسفة كلية فمنهم من أخذ بالفلسفة الرأسمالية ومنهم من أخذ بالفلسفة الاشتراكية وأما نظريتهم القانونية فمنهم من أخذ بنظرية الالتزام كأساس و منهم من أخذ بنظرية الحق كأساس فعلمه أننا لست بحاجة لشيء مما توقع سيدي أن أكتب فيه بل في حاجة لأن أكتب في فلسفة الحكم الشرعي في مختلف العقود التي يأتي بأحكامها لأوضح للفقيه المسلم الإطار الفكري العام للحكم الشرعي في كل منها
قال الأصول جيد ولكن ما هي فلسفتك و إطارك الكلي و ما هي نظريتك ؟
قال فلسفتي الوسطية ونظريتي هي أصول نظرية كلية أربع لكل أحكام الفقه الإسلامي وهي التوحيد الخالص والعدل المطلق والإصلاح الشامل والرحمة العامة بالعالمين فمن التوحيد أخرجت مفهوم الولاية ليكون أي حق أو التزام أساسه وكالة عن الله بما يجعله محكوم بالإحكام الشرعية في ولايته و من العدل أخذت بفكرة المركز معبر عن التعادل بين الالتزام والحق سواء عام أو خاص ومنه يمكن منع الربا و الغبن وتعديل الالتزامات العقدية في حالة الخلل الشديد بين الالتزامات و من الإصلاح يمكن منع الضرر والتعويض عنه ومن الرحمة العامة يمكن الأخذ بالظروف الطارئة ونزع الملكية للصالح العام وغيرها كثير من النظريات الكبرى في الفقه القانوني
قال علم الأصول أحسنت يا ظنون عن الحكم
قال ظنون عن الحكم لم أنتهي بعد سيدي فمازال لدي مفاجأة قال وماذا أيضا يا ظن الحكم ؟ لقد أتعبتني بما أنجزت فما أكثرها قال مذهب فقهي جديد ليكون المذهب الخامس والأخير فلا مذاهب بعده
نظر له الأصول متعجبا أتخرج مذهب يا ظن وما أنت إلا ظنون قال سيدي ما أخرجه ليس الفقه نفسه بل أصوله النظرية والتي تربط بين الفقه الإسلامي كله بمختلف مذاهبه في بوتقة واحده ليتكاملوا وأيضا تجمع بينهم وبين باقي الفقه الغربي ليكون بوتقة جامعه لكل الفقه الإسلامي والإنساني ليكون رحمة لكل العالمين
قال الأصول أشرح الأمر أكثر يا ظن قال سيدي هذا المذهب سيرتب الفقه علي ثلاث مستويات مستوى الفقه الإسلامي كأعلى مستوى فيه ثم مستوى الفقه الغربي كثاني مستوى ثم الاجتهادات الجديدة وتلك أيضا على مستويين فرعيين أولهم مستوى اجتهاد في أصول الاجتهاد وثانيهم مستوى اجتهاد في الأحكام وأني أقترح تسميته مذهب ألحكمه لحديث رسول الله " الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا " , صدق رسول الله فيدرس فقهاء المسلمين المذاهب الإسلامية فأن وجدوا حاجتهم فكفى وإلا نظروا لكافة الفقه الغربي فما وجدوه يصلح لنا ويمكن تطبيقه وفق الحكمة ولا يخالف أصول ديننا طبقناه و أدمجناه في فقهنا وأما الاجتهاد الجديد فأيضا ينظر له الفقهاء علي مستويين مستوى قابليته الشرعية سواء في اجتهاد الأصول أو اجتهاد الأحكام الجزئية فأن وجدته يصلح كمذهب فقهي إسلامي في الاجتهاد الأصولي أعلوه للدرجة الأولي و كذلك ما يخرج من اجتهاد فقهي في الأحكام الجزئية أن وجدوه يصلح لنا فيأخذوه ضمن الدرجة الأولى وإلا يجعلوا المذهب أو الحكم في الدرجة الثانية باعتباره اجتهاد فقهي غربي غير شرعي وهكذا يكون فقه يصلح لكل زمان ومكان ويحتوي كل الفقه الإسلامي والإنساني في بوتقة واحدة تتعاضد بدلا من أن تتصارع
قال علم الأصول أحسنت يا بني
قال ظنون عن الحكم ما زال لدي شيء أخير يا سيدي
قال الأصول في تملل و ما هو ؟ لقد أطلت
قال ظنون عن الحكم مذهب الحكمة أيضا يصلح لغير المسلمين و يمكنهم من الاستفادة من فقهنا
قال الأصول و كيف هذا يا ظن الظنون ؟
قال ظن الحكم فقط بأن نقلب الترتيب فنجعل الدرجة الأولى للفقه الغربي ثم الثانية للفقه الإسلامي ثم المرحلة الثالثة كاجتهاد جديد سواء في الفقه الغربي أو الإسلامي فينظروا أخواننا الغربيين ليروا ما يتفق معهم و ما لا يتفق معهم ليدخلوه ضمن أي درجه لديهم وبذلك يكون فقه قادر على أن يمد يد العون حتى للغرب فيكون رحمة للعالمين قال علم الأصول بارك الله فيك فكم نحتاج لتلك النظرة الشاملة الواسعة لنحقق الرحمة العامة بالعالمين
نظر علم الأصول ناحية علم القانون و علم الفقه الإسلامي ثم ناداهما وقال لهما هذا أخاكم ظنون عن الحكم اجتمعا معه وأبحثا حالكم فقد رتب لكم أمركم لكي تخرجا لنا قانونا للمسلمين و رحمة للعالمين فهو أخيكم الذي يجمعكم أن شاء الله
القانون الإسلامي
دار حوار بين القانون والفقه الإسلامي وظنون عن الحكم فقال ظنون عن الحكم للأصول والقانون الغربي أما آن لكما أن تصطلحا
فقال القانون يا سيدي و ما أفعل وقد أسست لأحكم باسم ملك أو شعب أو أمة وقال الفقه الإسلامي و قد أسست لأحكم باسم الله الواحد الديان
قال ظنون عن الحكم لابد أن يفهم كل منكم دوره أنت يا فقه يا عظيم تخطط وأنت يا قانون تطبق فهو سيد وأنت خادم
قال القانون لا أفهم سيدي قال ظن الحكم لو جاء يوما صاحب مصنع وكان خبيرا بصنعته و تسويق منتجه وإدارة مصنعه وعماله لكنه لا علم له بماكينات التصنيع فجاء بمهندس و أخبره عن احتياجاته و ما يريده من نظام أنتاجي جديد وشرح له معطياته وأسسه ونظرياته ومقاصده واحتياجاته وكلف المهندس بابتكار الماكينات التي تصلح لهذا التطبيق
قال القانون أتعني سيدي أن الفقه مصدر للموضوع والغايات وأنا مصدر للإجراء والوسائل فيكون هو الإستراتيجية والتأسيس وأنا التكتيك والتطبيق
قال ظنون عن الحكم هذا ما أعني ثم نظر في عين القانون وقال له ما هي مصادرك ؟
قال لدي مصادر تاريخيه ومصادر معاصرة ومصادر موضوعية ومصادر إجرائية
قال ظنون عن الحكم بل أقصد مصادرك الموضوعية
قال القانون هي الفقه والقضاء والتشريع
قال ظنون عن الحكم أي أنك تؤسس على منظر عام وهو الفقه ومطبق عام وهو المشرع ومطبق خاص وهو القضاء
قال القانون نعم الوصف يا سيدي ولدي مذهبين مذهب يجعل المطبق العام في المقدمة وهو اللاتيني ومذهب يجعل المطبق الخاص في المقدمة وهو الأنجلوسكسوني
قال ظنون عن الحكم أما نحن فالفقه الإسلامي هو الأول كمنظر عام ولا ضير في من يليه أيكون القضاء أم المشرع قال القانون هذا بكل بساطة قال ظنون عن الحكم نعم بكل بساط تولد كقانون إسلامي
ظنون عن المحكوم و عقيدة التوحيد في العلوم المادية الحديثة
نظر الأصول لأم العلوم وقال بارك الله فيك والآن ماذا بعد ؟ قدمت أم العلوم أخر وقالت هذا ظنون عن المحكوم فتقدم و قالت الأم له عرف نفسك
تقدم ظنون عن المحكوم وقال أنا سيدي أبحث في ظنون عن المحكوم وقد قسمت نفسي قسمين من قولة تعالي (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)فصلت صدق الله العظيم وبالتالي قسم أسميته أنفسهم معبرا عن أبن آدم وجسده وروحه وقسم الأفاق معبرا عن الكون بسمواته وأرضه
قال الأصول وما هي غايتك من هذا ؟
قال ظنون عن المحكوم لقد سيطر الغرب على العلم وخاصة الطبيعية منها ولكي نربطها اليوم بما لدينا من أصول إسلامنا فعلينا أن نوضح نظرية مرنة قادرة على أعطاء آلاف التصورات من خلال الربط بين ما خلص إليه العلم الحديث وما لدينا من نصوص لتفتح المجال للعلماء لبحث الأمر وهم في غير ضيق من قيود النصوص عليهم ولا في غير تيه أتساع العلوم الحديثة عليهم فبهذا أربط لهم العلوم بنظرية ظنية إسلاميه أسميتها نظرية الخلق لتجابه كافة نظريات الغرب سواء نظرية الانفجار الكوني كتفسير لنشأة الكون أو نظرية التطور لدارون أو نظرية الغريزة الحيوانية الإنسانية لفرويد لأخرج لهم تصورات لا حصر لها من خلال النصوص بل لعل القارئ يجد النص الواحد أثبت به ثلاث نظريات مختلفة ليعلم أن النصوص جاءت لتكون سعة وليست للتقيد ويفهم كيف سيأتي القرآن يوم القيامة بكرا لأنك لكي تعلم علمه الحق يجب أن تكون ربه وقائله وهذا لا يكون إلا لله سبحانه وكما قيل في الأثر خذ من القرآن ما شئت لما شئت وهذا ما فعلت وسعت فهم النص بفلسفة تعتمد عليه وتستفيد من كل البحث العلمي الحديث لتخلق تصور عام لنظرية الخلق وتصورات ونظريات عديدة داخلها تفتح المجال أمام علماء المسلمين واسعا ليجتهدوا في أطار نصوصهم وعقيدتهم فلا يكون ضيق فهم النص عليهم سببا في تحررهم منه فلقد وسعة الفهم حتى لا يمكن لأي علم أن يأتي بفهم خارج نطاق النص مهما حاول
قال الأصول فهمت غايتك وهذا أهم دور للفلسفة الإسلامية وهو أن تعطي الفهم الإسلامي الواسع جدا وتتقدم كالقائد المغامر إلى حيث لا يمكن للعلم التقدم فيفتح أفاق الفكر والعلم وقد سيطر الغرب على الفلسفة فقاد العلوم والفكر في العالم واليوم بهذا الجهد سنقود نحن الفكر والعلم العالمي بارك الله فيك وأعلموا أني كالأساس الذي تبنوا عليه العلوم وأنا وسيط بينكم وبين علوم الإسلام لأربطكم به فهم أصولكم وأصولي وأمكم أم العلوم هي سماء علوم الإسلام بعد أن تزوجتني
قالت أم العلوم يا زوجي الحبيب هل تحتاج لراحة قال نعم يا زوجتي الحبيبة ألقاكم يا أولادي غدا و مرت الليلة و جاء الغد
قال الأصول السلام عليكم يا أولادي ظنون العلوم فردوا السلام مستبشرين فرحين بمقدم أباهم وقال أكملوا أبنائي عرضكم فقد أتعبني عقلكم و فكركم
ظنون عن المحكم و بناء دولة الإسلام
قدمت أم العلوم أبنهما ظنون عن المحكم و قالت له عرف نفسك قال ظنون عن المحكم أنا يا أبتي قائد العلوم كلها ناحية توحيد ربها وإقامة خليفتها وخلافتها
قال الأصول ساخرا أنت جزء من القائد فلما أراك تري في نفسك ما يفوقها ؟
قال ظنون عن المحكم سيدي أنظر لرسمي وأعلم فهمي لتعرف قدري فأني أجيء بمقترح علم يحوي ثلاث علوم جديدة
تبسم الأصول ساخرا وقال أراك تحب أثبات نفسك فأثبت وجهة نظرك لا نفسك وكن موضوعيا ولا تأله هواك
قال ظنون عن المحكم مستكملا حديثة أقترح فكرة علم يوحد علوم التوحيد كلها لإقامة الفرد الموحد والمجتمع الموحد والدولة الموحدة والتي تقوم على التوحيد الخالص والعدل المطلق والإصلاح الشامل والرحمة العامة بالعالمين
قال الأصول لقد جئت بنبأ عظيم فكيف بعلم يوحد علوم التوحيد ؟ وما هي علوم التوحيد في الأساس ؟
قال ظنون عن المحكم أنا أصنع بينهم التكامل في خطة شامله تصنع الفرد والمجتمع والدولة المسلمة وأما علوم التوحيد سيدي فهي ثلاث علوم تبحث في التوحيد عقلا و إدراكا وهو علم أصول الدين وعلم يبحث في التوحيد قلبا وشعورا وهذا علم القلوب والتصوف وعلم يبحث في التوحيد تطبيقا ومنهجا ومقصدا وهذا علم أصول الفقه والفقه
قال الأصول أحسنت بني أهذه هي العلوم الثلاثة التي تريد التكامل بينها
قال ظنون عن المحكم هذا أساسي الأول التكامل بينها لكن الأساس الثاني هو تفعيلها بثلاث علوم جديدة أقترحها أولهم علم التوحيد البرمجي
قال الأصول أراك تستعير لفظ البرمجي من البرمجة العصبية
قال ظنون عن المحكم أخذت منها ومن علم القلب ما يخدم فكرتي وهذا العلم يهدف لإقامة الفرد الموحد والعادل والمصلح والراحم رحمة عامة للعالمين بالتربية والدعوة
قال علم الأصول ثم ماذا ؟
قال ظنون عن المحكم ثم علم التوحيد التنموي
قال الأصول و هذا يبحث في كيفيه الوصول للمجتمع الموحد والعادل والمصلح والراحم للعالمين
قال ظنون عن المحكم كيف عرفة سيدي ما سأقول
فقال الأصول والثالث من المؤكد يبحث نفس الأمور لكن في أقامة الدولة لقد اتضحت فكرتك بني فأنك تبدأ من الفرد للمجتمع للدولة و لكن ما هو أسم العلم الثالث
قال ظنون عن المحكم خمن سيدي بألمعيتك
قال الأصول ساخرا لعله علم التوحيد الدولي
قال ظنون عن المحكم لقد استبقتني سيدي وأفسدت ترتيب فكري فلنرجع للتوحيد التنموي حيث يحقق أهدافه لكن من خلال أمر أوسع من التربية والدعوة في التوحيد البرمجي فهما هنا يكونوا جزء في الفكر والعلم و العمل والعبادة وذلك كمفهوم أعم للتنمية الإسلامية الشاملة للمجتمع و أيضا يتسع الهدف فالبرمجي هدفه الفرد وهنا يكون الهدف المجتمع والفرد أي دراسة بصورة أعم و أشمل وأكثر كليه ثم علم التوحيد الثالث أسميته التوحيد المؤسسي حيث يستخدم القيادة و الإدارة والسياسة لتحقيق هذه الأهداف الأربع في الدولة والمجتمع والفرد
نظر علم الأصول لظنون عن المحكم بارك الله فيك أسف يا بني لأني استقللت بك بني سامحني فأنت نعم الإمام
ظنون عن الحكمة و خلاصة العلوم
قالت أم العلوم و أخر ما لدي يا زوجي هو ظنون عن الحكمة قال علم الأصول هذا أخر ولد لنا أليس كذلك ؟ قالها وهو يتنهد من التعب الشديد من حواره مع أولاده ثم قال لها أما أنك لولادة ولن ننجب أبناء آخرين فقد كفيتني حاجتي في خير عصبه من الولد فأنت الولود الودود أفضيت إليك بعض كلمات حب فأنبتت على أم رأسي أولادا كالسيل الجارف
تبسمت أم العلوم في خجل و قالت لعلنا بذلك نقود العلوم لدين الله فتقود العلوم العقول فتقود العقول القلوب فتقود القلوب النفوس فيغير الله حالنا لعزة و توحيد وصلاح ورحمة للعالمين
قال الأصول ألم تسمي نفسك بهذا الاسم الذي تطلقيه على أبننا ؟
قالت نعم ولكونه أفضل أولادي وأهمهم فسميته باسمي فحقا هو بضع مني لكنه من الأهمية كأنه كلي فما من علم إلا ويصل إليه ولا من علم إلا ينطلق منه فهو البذرة والثمرة ثم أشارت أم العلوم لظن ألحكمه وقالت تقدم و عرف بنفسك
تقدم ظنون عن الحكمة وقال سيدي أن الله هو الحاكم وقد حكم حكمين حكم جبلي وحكم شرعي وأجرى حكمة الجبلي جبرا وترك حكمه الشرعي طوعا وجعل الحكمة في حكمة دليل عليه فأي علم سيدي يبحث في أحدى الحكمين ولذلك لو نظر أي علم لحكمة الحكم لوصل لرؤية الله سبحانه فلو نظر العالم للعلم على أساس أنه حكم من خير الحاكمين سبحانه العظيم فأنه سيرى الله فيه وحكمته فيسبحه تعظيما لبديع صنعه ويكبره أجلال لإعجاز خلقه ويحمده على جزيل نعمه ويوحده وحدة خالقا حاكما ويصلي على خير محكم أجرى الله على يديه حكمة الحكم الشرعي كاملة فجسدها وعلمها وطبقها وكان أسوتها
قال الأصول أي أنك طريقة تفكير ونظرة أكثر منك بحث خاص
قال ظنون عن الحكمة بلى فأنا غاية أي علم بل أنا غاية الغايات فالله خلق الخلق ليعبدوه ولا يكون الإنسان لله عابدا إلا بأن ينظر لحكمة ربه فيعبده محبا مجلا وبذلك يتحقق خشية العالم لربه لأنه رآه في رحمته وحكمه فعلم قدره وحكمته وأعجازه في حكمه الجبلي والشرعي وقد وضعت منهج يربط كل العلوم بالحكمة فالعلم الذي يبحث في الحكم الجبلي فأنه يبحث في أسباب ثم علل ثم نظريات و من ورائها يرى حكمه من أجرى هذه الأحكام و أبدعها على خير نسق و رتبها على خير توالي و وازنها على خير عدل و بذلك سيكون العلم أسباب و ظواهر يحللها الإنسان بعقله والمنهج العلمي ليصل للعلل ثم ليصل لنظرة أكبر فيصل لنظرية فيرى فيها أعجاز الله في خلقة وبديع صنعه ثم يتفكر بكلية و تدبر موحدا النظرة على خالق الخلق ليرى الحكمة ومن الإعجاز العلمي في خبر الله عن حقائق تكتشف لنا اليوم في عصرنا الحديث تثبيتا وربطا لنا في عقيدتنا بين رب القرآن ورب الكون فمن أجراهما واحد فالقائل هو الخالق ليكون الخبر زيادة في يقين القلب على صحة النظرة ووحدتها
والثاني هو الحكم الشرعي و حيث بالبحث فيه نجد له أسباب و علل ونظريه لكن أعلاها حكمه لا ترى إلا بتطبيق الحكم الشرعي على الحكم الجبلي فمن ذلك نرى أعجاز الله لنصبح على يقين من أن الذي حكم هو الذي خلق لأن حكمته في جبلة الخلق لا تؤتي أفضل ثمرتها إلا بحكمه الشرعي ولذلك لما تجد حكما لا يقول به غير خبير بما يحكم فيه تعلم وحدة النظرة و أن الخالق هو الحاكم قال سبحانه (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف) صدق الله العظيم
و بذلك تؤتى ألحكمه وتجتمع لك النظرة فتعرف حكمة الله في حكمه الجبلي وحكمته في حكمة الشرعي و حكمة رسوله في تطبيق حكمه الشرعي على حكمه الجبلي فتكتمل لديك الحكمة و تكون حكيما
قال الأصول و الله أنك غاية الغايات فبك تكتمل العبودية و تتحقق لله الواحد الديان
علم الأصول و فروع الشجرة المثمرة
قال الأصول ها قد انتهيت منكم قالت أم العلوم الغربية نعم لكن لم ننتهي نحن منك سيدي قال و ماذا تريدي يا أم العلوم الغربية
قالت اقتراح لك سيدي فهل تسمع ؟
قال الأصول أسمع وأطيع
قالت أم العلوم سيدي أنت علم عام لكن عليك أن تكون شجره كبيره ممتدة الفروع لكل العلوم فأجعل في أصلك العام أحكامك لعموم العلم كله عقيدته ومعياره ومنهجه وأحكامه ومقصده وقواعده ثم فرع منك لكل علم فرع خاص به ليحكمه في مسائله الخاصة به لتبين له عقيدته ومنهجه ومقصده
قال علم الأصول أفعل أن شاء الله والله المستعان وسأبدأ بتقسيم العلوم يا كل العلوم تعالوا إلي اجتمعت العلوم فقال لهم اليوم أقسمكم على تقسيم جديد غير ما عرفتموه سلفا في ما مضى
تقسيم العلوم الإسلامية
أول قسم لكم هو العلوم المصدرية و تلك هي علوم القرآن و الحديث و اللغة العربية و من والاهم
ثاني قسم هي العلوم المعيارية و تلك لها فرعين
علوم معيارية شرعيه و تلك تحوي علم أصول الدين كمعيار لعقيدة الإدراك وعلم القلب كمعيار لعقيدة القلوب و علم أصول الفقه كمعيار للأحكام الشرعية و عبد الله و خادم دينه علم أصول العلم الإسلامي كمعيار للعلوم الأخرى في عقيدتها وتطبيقها ومنهجها ومقصدها
وفرع العلوم المعيارية الفنية وتلك كالرياضيات كمعيار لعلوم الكم المنفصل والهندسة كمعيار لعلوم الكم المتصل والمنطق كمعيار لعلوم الكم المجرد أو علوم التجريد الكلي
ثم قسم العلوم الإنسانية
وفيها فرعين فرع علوم نظرية كعلم الاجتماع والنفس وما والاهم وفرع أنساني تطبيقي كالإدارة والقانون والاقتصاد ومن والاهم
ثم قسم العلوم المادية
وفيها فرعين فرع العلوم النظرية كالكيمياء والفيزياء والأحياء والجيولوجيا ومن والاهم
و فرع العلوم المادية التطبيقية كالهندسة و الطب و الميكانيكا ومن والاهم
إلا علم كل منكم لوائه فأعلموا عباد الله أن ربكم واحد وأباكم واحد وهو النقل والتأصيل وأمكم واحدة وهي العقل والتجربة وهؤلاء أبنائي الخمسة جاؤوا ليألفوا بينكم وبين بعضكم فيجمعوا شملكم ويوحدوا صفكم وأعلموا عباد الله أن غاياتكم جميعا الكبرى هي أن تقيموا التوحيد الخالص والعدل المطلق والإصلاح الشامل والرحمة العامة بالعالمين هذا دينكم وديدنكم عليه عيشوا وعليه موتوا فانطلقوا باسم الله مجراها و مرساها وعلى الله فليتوكل المؤمنون
الخاتمة
هذه القصة أهديها لأمة الإسلام لعلها تفهم هذا المشروع الإسلامي الذي أحاول تأسيسه وهو ليس خاص بي وحدي بل مسئوليتنا جميعا ولذلك أطرحة على أمتي ليكون مرجع لمن أراد أن يبدأ المشروع معي أو بدوني و يؤسس عليه أو يؤسس المشروع على خير من هذا بما يبتكر أو يتكامل معه أو يستفيد منه فهو اقتراح للمشروع الواجب البدء فيه في وقتنا الحالي لتجديد علوم الدين في القرن الواحد والعشرين وأرفق مع قصتي خواطري حول هذا المشروع موضحا ما أجملت هنا و فصلت فكرا و ليس علما و اقتراحا و ليس قطعا وبداية وليس نهاية لهذا المشروع العظيم
أخوكم في الله
عبد الله
0 التعليقات:
إرسال تعليق